Skip to content

العمل الحر، ما له وما عليه

العمل الحر، ما له وما عليه

3 يوليوز 2016 | 00:00

يحلم كثير من المطورين وخاصة الذين هم في بداية الطريق بالولوج لعالم الأعمال الحرة والإنعتاق من سجن الوظيفة ومشاكلها. هذا حقهم أن يحلموا ويتطلعوا دائما لما هو أفضل، فالحرية نعمة لا يعرف معناها إلى من حرم منها ولو للحظة. ولكن هل حياة المبرمج الحر كلها وردية ؟ أليست كباقي المجالات، لها إيجابيات ولها سلبيات ؟

في هذا المقال سأحكي من واقع تجربتي الشخصية وتجارب بعض الأشخاص الذين أعرفهم حتى أضعك عزيزي القارئ في أكبر وأوضح صورة ممكنة.

العمل الحر = الحرية

عندما تدخل لعالم الوظيفة ستعرف معنى الحرية جيدا، المدراء عندنا في الدول العربية استغلاليون لأقصى درجة (إلا قليلا)، فهم يحققون عائدات ضخمة على ظهرك وفي المقابل يعطونك دريهمات تستحيي أن تخبر بها غيرك.

في ما مضى كانت العبودية هي أن يشتريك أحدهم فتعمل لديه مقابل أن يوفر لك الأكل والشرب والمسكن ولكن في زماننا الحالي العبودية هي أن تعمل عند مدير مقابل أجرة شهرية تشتري بها ما تأكل وتشرب وتوفر بها مسكنا إذا استطعت ذلك. الأسوء في الوظيفة هو أنك تقوم بإعادة نفس الروتين يوميا، تستيقظ في الصباح، تأخذ وجبة الإفطار، تذهب للعمل في الباص أو التاكسي، تتناول وجبة الإفطار في منتصف النهار ثم تعود إلى المكبت بعد ذلك فتواصل حتى السادسة أو السابعة ثم تصل إلى المنزل بعد ذلك فتتناول العشاء ثم تنام على أن تعيد نفس الأسطوانة غدا، إننا بهكذا حياة نقتل الطموح ونقتل غريزة الحرية فينا.

حتى أنك لو أردت الخروج في نزهة ليومين أو ثلاثة مع أبنائك تظطر لطلب ذلك من المدير صاغرا ذليلا على أمل أن يقبل رغم أنك تعلم أنهم سيقتطعونها لك من أيام عطلتك. شخصيا لا أطيق هذه الحياة ولست أهلا لها.

تنظيم الوقت

عندما تكون موظفا في شركة فإنك في العادة تعمل 8 ساعات يوميا وبعدها تذهب إلى منزلك حتى اليوم الموالي لتعيد نفس الأسطوانة، ولكن المبرمج الحر بصفة عامة لا يعرف معنى تنظيم الوقت، فتجده مرات يعمل حتى الثالثة صباحا وينام بعد ذلك حتى الواحدة ظهرا، الحياة تصبح غير منظمة وهذا سينعكس عاجلا أم آجلا على انتاجيته وتتأثر حالته النفسية بالسلب كذلك. لذلك أفضل نصيحة أقدمها لهؤلاء الأشخاص: إذا كنت لا تستطيع تنظيم وقتك وتعيش حياتك بصفة طبيعية فالحياة الوظيفية أفضل لك ولصحتك.

عليك من الأول أن تخبر عملاءك أنك تعمل فقط بالنهار لمدة 7 أو 8 ساعات يوميا حتى يحترموك ولا يطلبوا منك أن تنهي عمل أسبوع في يومين أو ثلاثة، انتبه أنت من يحدد كيف يكون نمط حياتك وليس العميل، إذا كنت عبدا للعميل فالأفضل أن ترجع للوظيفة فعبودية مع راتب قار أفضل من عبودية مع راتب ربما يأتي وربما لا.

الوضع القانوني

إلى حدود بداية العام الجاري، العامل الحر بصفة عامة في المغرب (وربما في باقي الدول العربية) لا يجد سندا قانونيا يتكئ عليه ويحمي مصالحه، وبالتالي إذا كنت مبرمجا حرا مستقلا فلن تحصل لا على تغطية صحية ولا ضمان اجتماعي. ولو أنه منذ بضعة أشهر تم استحداث وضع قانوني جديد: المقاول الذاتي يجعلك تستفيد من كل ما سبق مادام رقم معاملاتك السنوي لا يتجاوز 50 ألف دولار على ما أظن (لا تنسى: وضعية قانونية يعني دفع ضرائب) وإلا بعد ذلك ستكون مجبرا على فتح شركة عوض الإبقاء على وضع المقاول الذاتي.

في فرنسا مثلا، جميع تجار البقالة وغيرهم من المستقلين يستفيدون من كافة الخدمات الإجتماعية لأن وضع المقاول الذاتي مفعل في فرنسا منذ سنوات طويلة.

العائدات

الوضع عند المبرمج الحر واضح تماما، إذا عملت ستربح وإذا جلست فلا تنتظر شيئا، ولكن لا تنسى أنك إذا كنت مبرمجا محترفا ذو سمعة جيدة فإنك في شهر واحد ستحقق عائدات أفضل مما يحققه صديقك الموظف في 3 أشهر أو أكثر ربما. يكفي أن تركز كما أسلفت على تنظيم وقتك والتعلم المستمر حتى يظل اسمك ذائع الصيت في السوق وبالتالي أرباحك في تحسن مستمر. تنظيم وقتك سيمكنك كذلك من إيجاد وقت عطلة للراحة من حين لآخر.

العلاقات الإجتماعية

لا يجب على الإطلاق إغفال هذه النقطة، المبرمج الحر المسكين يظل في مكتبه طيلة اليوم فلا يكاد يرى أصدقاءه أو حتى يجد فرصة للجلوس مع عائلته.

الجلوس وحدك أمام الكمبيوتر طوال اليوم ليس سهلا خاصة على الأشخاص الإجتماعيين الذين يحبون الإختلاط كثيرا مع الناس.

المنافسة

عندما تكون مستقلا فعليك أن تثبت نفسك جيدا في مجالك حتى تضع لنفسك موطئ قدم فيه وتحافظ عليه، ولكن اطمئن عزيزي المبرمج الحر فهذا العالم بالذات يتسع للجميع، فقط كن مبرمجا محترفا وأتقن عملك وبعد ذلك لن يضرك شيء بإذن الله، المهم هو: الإتقان والوقت.

خلاصة

الإيجابيات :

السلبيات :

عيسى محمد علي
عيسى محمد علي
مطور ويب متخصص في الواجهات الأمامية، أحب التدوين وإغناء المحتوى التقني للغة الضاد وهذا كان السبب الرئيسي في إنشائي لمدونة توتومينا.