Skip to content

أيها المبرمج الشاب.. احذر من هذه الأخطاء والعادات السيئة

أيها المبرمج الشاب.. احذر من هذه الأخطاء والعادات السيئة

12 شتنبر 2020 | 00:00

المبرمج عرضة للعديد من الأخطاء التي قد تمنعه من التقدم في مساره المهني وتبطئ عملية تطوير مهاراته وتحقيق الأهداف التي يرسمها.

سأشارك معكم أهم تلك الأخطاء من واقع خبرتي وتجربتي في هذا الميدان، وأتمنى من الجميع أن يأخذوا كل ما سأقوله على محمل الجد لأنه فعلا كلام نابع من قناعتي وتجربتي التي امتدت لقرابة عقد من الزمن.

قد تجد نفسك تقع في واحد على الأقل من تلك الأخطاء، ولكن هذا ليس مشكلا بحد ذاته، فأنا بدوري أقع في كثير منها 😄. ولكن ما يجب علينا فعله هو أن نكون على وعي تام بها وأن نحاول دائما تقليص كم تلك العادات السيئة وعدم تكرارها والإستسلام لها.

الخطأ رقم 1: عدم البحث في Google

الترفع عن طلب المساعدة من الآخرين هو أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه أي مبرمج، وهي عادة سيئة لا بد من التخلص منها إذا أردنا ربح الوقت والتقدم بسرعة.

المشكل الذي أود التحدث عنه هنا أن الكثيرين فعلا يطلبون المساعدة ولكن بطريقة خاطئة وغير سليمة. إنهم يذهبون إلى المنتديات ومنصات النقاش ليطلبوا هناك حلا لمشكلة تقنية تواجههم عوض الذهاب لمحرك البحث جوجل وسؤاله مباشرة.

محرك البحث جوجل لديه الحل ل 90% من المشاكل التي ستواجهك في مسارك المهني، فهناك عشرات الملايين من المبرمجين حول العالم والمشاكل متكررة وبفضل ثقافة التدوين والمشاركة وكذلك StackOverflow وأقرانه ستجد أن منهم من سبق له مواجهة نفس مشكلتك وقام بحلها وشارك الحل مع العالم.

من ثمار البحث في جوجل أنك ستتعلم الكثير من التفاصيل والأشياء الجانبية في رحلة بحثك عن حل لمشكلتك، وهذا أفضل بكثير من طرح مشكلتك في أحد المنتديات والبقاء منتظرا للجواب الجاهز الذي قد يأتي وقد لا يأتي.

من حقك أن تطرح سؤالك ومشكلته ولكن بعد أن** تستنفد كافة خياراتك مع Google.com** وليس قبل ذلك.

استعمالك للغة الإنجليزية في البحث سيرفع احتمال الوصول لضالتك في أسرع وقت.

طرح الأسئلة المتكررة في المنتديات ومنصات النقاش قبل البحث في Google علامة تدل على عدم نضجك كمبرمج. لا تنسى ذلك!

الخطأ رقم 2: مقارنة نفسك مع الآخرين

من الأخطاء الشائعة كذلك والتي يعاني منها عدد كبير من المطورين والمبرمجين، خاصة المبتدئين، أنهم يقارنون أنفسهم مع غيرهم من المبرمجين ذوي المستويات المرتفعة، وهذا يكون عادة سببا في تثبيط عزائمهم والسقوط في فخ السعي نحو المثالية التي لا يمكن إدراكها.

جميع المبرمجين في العالم، كغيرهما من ذوي الإختصاصات والمهن الأخرى، لم يبلغوا درجة الإحتراف والكفاءة العالية إلا بعد سنوات من العمل الشاق والممارسة التي تتخللها محطات كثيرة من الفشل والوقوع في الأخطاء.

هذا الفشل الذي يصاحبه النهوض المتجدد والتعلم المستمر هو الجزء السفلي من الجبل الجليدي الذي لا يراه أغلب الناس ولكنه موجود يقينا لدى كل المحترفين في هذا العالم.

العمل الشاق

مقارنة نفسك مع مطور أو مبرمج لديه سنوات طويلة من الخبرة هو خطأ جسيم قد يضع مسيرتك ومستقبلك المهني في مهب الريح. عليك بالتركيز على نفسك وبالتعلم المستمر، هذا فقط ما سيجعلك تصل كذلك مع مرور الزمن لذات المستوى من الكفاءة والمهارة.

لا تنتظر أن تعرف كل شيء لكي تبدأ! إبدأ على الفور وتعلم وأنت في الطريق.

الخطأ رقم 3: عدم توثيق الشفرة البرمجية

يقول عالم الحاسوب داميان كونوي بأن: ”التوثيق هو رسالة حب 💌 تكتبها لنفسك في المستقبل.”

"Documentation is a love letter that you write to your future self." - Damian Conway

هذه المقولة لم تأتي من فراغ وإنما جاءت من واقع تجربة وخبرة تمت مراكمتها طيلة أعوام من عمر داميان. وأنا أتفق كليا مع هذا الرأي وأرى التوثيق عادة في غاية الأهمية وأسلوبا ممتازا لجعل الكود قابلا للقراءة أكثر، لك ولكل من سيكون عليه التعامل مع ذلك الكود في المستقبل القريب أو البعيد.

لا تظن بأنك ستظل على وعي ومعرفة تامة بما تقوم به كل دالة وكل سطر برمجي تكتبه، ذلك الإحساس لحظي فقط وسرعان ما ستجد نفسك في حاجة لإعادة قراءة ذلك الكود والتنقل بين ملفات المشروع من أجل معرفة سبب كتابته.

توثيق شيفرتك المصدرية سيسهل عليك الكثير من الأمور في المستقبل، وسيجعل التعامل مع ما تكتبه من أسطر أقل تعقيدا حتى على زملائك في العمل. وهنا بالذات يصبح التوثيق عادة ملحة أكثر لأن المسألة لم تعد متعلقة بك وحدك.

أولا وثق شفرتك المصدرية، واسعى بعد ذلك قدر المستطاع أن تكون الشفرة المصدرية توثيقا بحد ذاتها باتباع أحدث المعايير والأفكار المتبعة لجعل الكود منظما، واضحا ودالا على نفسه.

الخطأ رقم 4: إهمال تطوير الذات

الصورة النمطية عن المبرمج هي ذلك الشخص الذي يضل جالسا في غرفته أو مكتبه أمام شاشة الحاسوب لساعات طويلة. ذلك المبرمج لا حياة اجتماعية ولا مهارات لديه باستثناء مهارات الضرب على لوحة المفاتيح!

مع مرور السنوات أدركت أن المبرمج شخص كبقية الناس، عليه في مرحلة ما من عمره أن يعرف كيف يتواصل مع العالم الخارجي بشكل سليم، سواء لأغراض شخصية أو مهنية.

مهمة المبرمج لن تكون دائما وإلى الأبد التعامل فقط مع الحاسوب والشفرات البرمجية. في مرحلة معينة من النمو والتطور سيكون عليه أن يدير فريقا من المبرمجين وينظم مهامهم وأساليب عملهم، كذلك سيكون عليه التواصل مع العملاء بشكل مباشر والأخذ والرد في المفاوضات على عدد من الأمور التي تهم العمل.

بدون اكتساب مهارات الإدارة والتواصل وتسيير المشاريع سيقف المبرمج في نقطة معينة ولن يستطيع التقدم أكثر مهما كانت مهاراته التقنية عالية.

سيكون عليك أيها المبرمج أن تخرج من كهفك في يوم من الأيام، عليك أن تستعد جيدا لذلك اليوم!

الخطأ رقم 5: المبالغة في التعلم النظري

لا شك أن التعلم النظري وقراءة الكتب والمقالات التقنية أمر مهم جدا بالنسبة لكل مطور أو مبرمج يريد البقاء دائما على دراية بكل جديد. ولكن العادة السيئة والغير صحية هنا هي المبالغة في الجانب النظري وتغليبه على الناحية العملية والتطبيقية.

البرمجة مجال تطبيقي تغلب فيه الممارسة على أي شيء آخر، وكغيرها من العلوم والمهن التطبيقية، لا يمكن أن تحترف البرمجة إذا لم تسخر جزءًا كبيرا من وقتك في الممارسة والتجسيم.

لا يمكنك أن تدعي أنك تعرف كيف تصنع قنبلة نووية مهما قرأت كتبا عن الفيزياء والكيمياء ونظريات الإنشطار والإندماج النووي. هذه الأمور أساسية ومهمة، ولكن الأهم أن تذهب للمختبر وتفشل وتنهض وتواصل التعرف على الأشياء والطرق التي تنفع والتي لا تنفع.

الكتب والدروس النظرية تعلمنا كيف تعمل الأشياء، أما الممارسة والتنفيذ فيعلماننا كيف لا تعمل.

في الختام

ختاما أتمنى من صميم القلب أن تجدوا الإفادة في هذه النقاط الخمسة التي شاركها معكم من عاش وعرف معنى كل واحدة منها. ولعل كثيرا منكم يشاركونني الرأي في صحة أغلبها.

وتذكر دائما يا صديقي المبرمج أن السعيد من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ بنفسه 😃

عيسى محمد علي
عيسى محمد علي
مطور ويب متخصص في الواجهات الأمامية، أحب التدوين وإغناء المحتوى التقني للغة الضاد وهذا كان السبب الرئيسي في إنشائي لمدونة توتومينا.